تهدف مشاريع المعالجات الفكرية بوصفها مشاريع استصلاحية إلى إعادة تأهيل المنحرفين فكريًّا؛ ليكونوا أكثر وعيًا وإدراكًا للأفكار التي اعتنقوها أو دفَع بهم إلى اعتناقها وتبنيها قادة جماعات الفكر المتطرف ومنظروه أو أنصاره؛ ليكونوا أكثر قدرةً على الاختيار الصحيح، ونبذ كل الأفكار المنحرفة. وتتكون تلك المشاريع من العديد من البرامج التي تشكل في مجموعها منظومة متكاملة من قدرات إعادة التأهيل لفكر التطرف العنيف.


ولأن من بديهيات المعالجات الفكرية، هو التعرف على الكثير عن منظومة الفكر المتطرف سواء على مستوى الجماعات والأفراد المستهدفين، أو على مستوى البيئة المحيطة بهم والتي يتم من خلالها النفاذ إلى العقول المتطرفة والتكفيرية، بهدف اختراق الكثير من طرق وعادات التفكير لدى هؤلاء  المتطرفين، ولا سيَّما أن أفكار الكثير منهم هشَّة ومهترئة وقابلة للاختراق، ومن ثم فإن إمكانية الولوج إلى صندوقها المقفل أو إلى دائرة تفكيرها المغلق ليس أمرًا عسيرًا، إذا ما كان هناك ذكاء في التعرف والعلم بمكامن الضعف والقوة الفكرية عندهم، ومن خلالها يتم النفاذ إلى فكرهم وإلى طريقة تفكيرهم، بمساعدة ضعف التحصيل العلمي والديني، لدى النسبة الأكبر منهم.


والواقع يؤكد على أن القاعدة الفكرية لدى أغلب هؤلاء المتطرفين ضعيفة وهشة، ويعاني الغالبية العظمى منهم فراغًا فكريًّا، وضعفًا في التأهيل العلمي، أو على الأقل لديهم ضبابية في المنهج وقلق معرفي، وارتباك فكري. لكنها الوصاية الفكرية¹ التي يُمارسها معهم قادة فكر التطرف والتكفير، والتي من خلالها يتم إظلالهم، والحد من القدرات الفكرية لديهم، بل والسعي إلى إذابة معالم شخصياتهم أمام الوصي الذي قد يكون شخصاً، أو جماعة أو تنظيماً أو مجموعة أشخاص، تجمعهم أو جمعتهم علاقة تنظيمية فكرية تطرفية، أو تجمعهم غرفة في السجن أو في المركز التأهيلي. هذه الوصاية تفلح في جعل شريحة كبيرة من هذا النوع من المستهدفين أكثرَ انقيادًا وراء ما تمليه عليهم الوصاية، والدفع بهم نحو الاتجاه الذي حددته لهم بل والتمحور حولها؛ ومن ثم يصبح تفكير وسلوك الوصي من المسلمات المقدسة عندهم.


لذلك نجد أثر الوصاية أو الوصي في هؤلاء الشباب المتطرفين فكريًّا، متمثلًا في الإيمان الكامل بما يمليه عليهم من معلومات وأفكار وتوجيهات. وهذا ما يجعل محاولة تفنيد أيٍّ من ذلك أو تحريرها أو إسقاطها من الاعتبار، أو التشكيك في صحتها، يُعد بمثابة الكفر والإلحاد! لأن الوصاية تلغي الحقَّ لأي فرد من بين هؤلاء في الاختيار، كما تشلّ عقولهم عن التفكير، ما يجعلهم مجرد آلة مبرمجة تعتقد وتنفذ ما يراد لها تنفيذه. ويكون ذلك أكثر وضوحاً في حال الاختلاط بين السجناء من نفس الاتجاه الفكري؛ إذ يصبح بينهم ارتباط انفعالي قوي، يعوِّض ما قد يكون مفقودًا عندهم أو عند أحدهم؛ ذلك أن الفقر العاطفي كثيرًا ما يتوفر لدى السجناء، وتتضح خطورته النفسية في تخدير المشاعر عند السجين كحال التنويم المغناطيسي.


إذا ما تم إدراك كارثية الوصاية وتأثيرها السلبي في تعطيل كل برنامج إصلاحي، كانت الخطوة الأولى بعلاج المشكلة من جذورها. وهذا يتطلب تحديد هؤلاء الأوصياء، للوصول إلى مركز التحكم في عالم هؤلاء الشباب، والذي من خلاله يتم قطع الطريق أمام ضلالات هذا الوصي الذي تلبس بلبوس الخير والصلاح، ومن ثم القدرة على انتشال ضحايا الوصاية الذين تم استقطابهم نفسيًّا وعاطفيًّا. وكذلك القدرة على زرع روح التحرير أو التحرر الدائم في قلوب هؤلاء الشباب، والدفع بهم باتجاه رفض كل تلك الأفكار الصمَّاء، التي تُملى عليهم دون نقاش، ويتقبَّلونها تحت تأثير الطاعة العمياء.


ينبغي لفت النظر إلى أنه ليس بالضرورة توقف علاج مشكلة الوصاية بوجود الأوصياء تحت أيدي قدرات أو مؤسسات إعادة التأهيل، فمنهم من قد يكون كذلك، ومنهم من ليس كذلك، كالجماعات والمنظمات المتطرفة الخارجية، أو تلك التي في مناطق الصراع، أو التي تمارس وصايتها عن بعد. إنما الأهم هو الإحاطة المعرفية والعلمية الكاملة بهؤلاء الأوصياء، ومعرفة اتجاهاتهم وميولهم وأهدافهم، ومن خلالها يتم رسَم خُطط الفصل الفكري علميًّا بين الأوصياء والأتباع من هؤلاء الشباب المتطرف. بممارسة العديد من الأساليبَ المنهجية المتنوعة التي يقوم عليها علماء الدين والمختصون في العلوم الإنسانية المختلفة ذات العلاقة بالبرامج التأهيلية.


كما يجب لفت النظر إلى حقيقة مؤكدة، مؤدَّاها أن الفكر يتغير ويتبدَّل، ولذلك فإن من الأخطاء التي يقع فيها بعض المهتمين بفكر التطرف والتكفير، النظر إلى هذا الفكر بصورة نمطية ثابتة غير قابلة للتحول والتطور والتغير، والنظر إلى هؤلاء المتطرفين على أنهم غير قادرين على التحول والتبدل، وذلك من المغالطات الكبرى؛ لأن التغير سنَّة إلهية، على مستوى الفرد والجماعات، بل على مستوى جميع شؤون الحياة والكون المحكوم إلهياً بأن يظل في حالة من التغيير المستمر. وعليه، فإن التغير والتغيير سمةٌ بشريةٌ ومظهر من مظاهر الحياة، ولذلك فتغيير الخطأ إلى الصواب، والفساد إلى الصلاح، والشر إلى الخير، كل ذلك من الممكن إحداثه وتحققه، بل هو مطلوب ومحمود اجتماعياً. من هذا المنطلق نؤكد أن حياة هؤلاء المتطرفين فكريًّا سواءً أكانوا في السجون أم خارجها، هي نتاج تحولات وتفاعلات مختلفة، ولذلك الأغلب منهم سيعتري أفكارهم مرحلة مخاض فكري، لكثير من المفاهيم والأفكار التي قد تتجه نحو اليمين أو نحو الشمال. ومن هذا التصور وعندما تدرك مؤسسات وبرامج إعادة التأهيل ذلك تستطيع أن تؤسس لنمط من العَلاقات قائم على التأثير والتفاعل، يسهم إسهامًا كبيرًا في تجديد القناعات الفكرية والتفاعل معها، والقيام بدور مؤثر في تشكيلها بالاتجاه الصحيح والذي تهدف القدرات التأهيلية الوصول إليه.


يؤكد ذلك ما تمت ملاحظته على التحولات التي طرأت في اتجاهات سجناء التطرف العنيف منذ عام 2003 وإلى ما بعد 2010، تجاه الكثير من القناعات التي تم رصدها مع مرور الأيام والسنوات، تحت مؤثر الوعي التثقيفي، وسواءً أكان مصدرها قدرات إعادة التأهيل، أم الإعلام الداخلي للسجون بما في ذلك المكتبات، أم كان عبر الإعلام الخارجي. وبصرف النظر عن الضعف أو القوة العلمية والفكرية لتلك المصادر. وكذلك عن مدى نسبة القبول لتلك المصادر لدى السجناء ككل أو لبعضها. لكن يثبت الواقع أنه قد حدث تغير في اتجاهات الكثير من السجناء وتوجهاتهم، بغض النظر عن نسبة ذلك التغير واتجاهه.


ففي بداية إدخال معتنقي الفكر المتطرف إلى السجون، في عام 2003، لوحظ على الغالبية منهم التصلب الفكري وجموده، ورفضهم الحوار أو النقاش في مسائلَ معينة، لأنهم يرون تحريم ذلك. كما أن لغة التكفير والتحريم هي الأكثر تداولًا بينهم، ومن ذلك على سبيل المثال: تحريم النظر إلى التلفاز، وتحريم الصور والتصوير، والرفض القاطع لوسائل الإعلام المختلفة، وعدم تقبل الصحف اليومية بمبررات كثيرة، منها وجود الصور فيها.


فيما لوحظ منذ عام 2007 تقريبًا أن هناك مؤشرًا على التحول لدى فئات متعددة من السجناء، ذلك ما تمت قراءته في إعادة النظر نحو تلك المحرمات التي كان تحريمها من المسلمات، بعد أن ظهرت فتاوى تناولت ذلك بواقعية وأقل تشددًا وتحريمًا من ذي قبل، ولذلك وجد من السجناء من لم يعد يأخذ بالتحريم، وأصبح الاطلاع على الصحف اليومية مثلاً أكثر تقبلاً لديهم، ونفس التحول كان بالنسبة لبعض القنوات التلفزيونية. ومع بداية 2008 تقريبًا، حيث ظهرت بوادر ومعالم التغير في عددٍ من المفاهيم الفكرية أكثر تكشفًا، حيث بدا أن هناك من السجناء من تقدم خطوة إلى الأمام في نقاش الكثير من المفاهيم الفكرية بكامل منظومتها المختلفة ـ لكن لم يعد ذلك كنوع من التبدل الكامل، إنما عُدّ تغيرًا لأن مناقشته لم يكن مسموحاً بها سابقاً وتُعد من المحذورات. غير أن التحول الذي طفح على السطح مختلف فيه، من حيث الدرجة والنوع، ومن حيث السلب والإيجاب لدى تلك الفئات من السجناء. لكن المؤكد أنه كان هناك مرحلة تغير مهمة جدًّا؛ لأنها لامست الأفكار والاتجاهات، وقد عُدَّ ذلك مؤشرًا على تنامي الوعي لديهم، وأن هناك من بدأ يستخدم عقله ويفكر به، ولم يعد يعوِّل على ما ترسمه عقول الآخرين أو يتمحور حول ما تقوله.


وفي مطلع 2009 تقريبًا، ظهرت أصواتُ ذوي الأفكار المعتدلة نسبيًّا الذين يميلون إلى الوسطية والاعتدال، من وجهة نظر السجناء، وبدا أنهم يتجهون نحو فرض أنفسهم، وطرح رؤاهم بكل جرأة وشجاعة، وتمكنوا من سحب البِساط من تحت أقدام الفئة الأكثر تطرفًا وتشددًا الذين استأثروا بالساحة الفكرية في السجون طَوال الأعوام السابقة، ولم يتجرأ أحد فيها على طرح ما يخالف فكرهم المتشدد.


في حين أنه في السنوات الأخيرة، أي من بعد 2010 تبلور التحول الفكري في سلوكيات لم تكن مقبولة سابقًا، كمشاهدة البرامج الرياضية بما في ذلك المباريات المحلية والعالمية، دونما اكتراث لملابس اللاعبين التي لا تغطي كامل العورة حسب قناعاتهم. ثم كذلك كان هناك تحول آخر تمثل في الاطلاع على بعض الكتب الأجنبية المترجمة، وكذلك القصص والروايات، وكتب تعليم المهارات النفسية التي لم يكن مسموحًا بقراءتها في السابق، وصار هناك تقبل من قبلهم تجاه النشاط الدعوي لعددٍ من العلماء والدعاة، وذلك بمتابعة نشاطهم الدعوي إعلامياً، خاصة عبر القنوات التلفزيونية، وقد كانوا ينظرون إليهم فيما سبق على أنهم علماء سلطة ودعاة سوء ومنافقون.


هذه بعض مظاهر التحول والتغير التي حدثت في أقلَّ من عشر سنوات لدى الكثير من سجناء الفكر المتطرف والعنيف، والذي كان نتيجة طبيعية للظروف المؤثرة المحيطة التي شكلتها الجهود التوعوية الإعلامية، وأيضاً نتيجة الجهود التي قامت بها قدرات إعادة التأهيل. وبصرف النظر عن النسبة في التغيير، لكن ذلك يعد مؤشراً على تقبل التعديل الفكري لدى هؤلاء المتطرفين، إذا ما كان هناك إستراتيجية، كما ذكرنا تنطلق من أسس علمية مدركةً لكل المعطيات المؤدية للتطرف، والمؤدية كذلك لتفكيكه وتعرية منظِّريه وقادته.


وقد تبين ذلك التغير والتحول لدى السجناء من خلال ما تمت ملاحظته بشكل مباشر أو سماعه من الكثير من أعضاء الهيئة العلمية التي مارست إعادة تأهيل الكثير من المستهدفين داخل السجون أو في مراكز التأهيل. أو كذلك تلك التي أدلى بها بعض السجناء أو المستهدفون، ممن استفادوا من عمليات التأهيل، أو ممن كان لهم متابعة للتغيرات الفكرية لرفقائهم من السجناء، وتابعو أو تتبعوا تلك التغيرات وتفسيرها، وتبرعوا بالإعلام عنها.


ومن هنا، فإنه من الإجحاف النظر إلى الفكر المتطرف بنظرة نمطية تذهب على أنه يتميز بالثبات ولا يقبل التحول والتبدل والتطور، والاعتقاد بأن المتطرفين يستعصون على التغير الفكري، أو يصعب اختراقهم فكرياً (برغم أنه لا يمكن إغفال وجود حالات شاذة تكون في الغالب عصية على التغير الفكري)، لأن التغيير سنة إلهية حيث كانت إرادة الله أن يكون الكون بما فيه، في حالة من التغيير والتبدل المستمر بما في ذلك العقل الإنساني، بل إن العقل الإنساني هو من يقود ذلك التغيير بالمشيئة الربانية.


وبالنظر إلى واقع سجناء فكر التطرف العنيف، ودراسة سلوكياتهم الحياتية قبل التطرف وفي أثناءه وبعده، وقبل السجن وفي أثناءه، نلحظ فيها الكثير من التبدلات والتحولات الفكرية والسلوكية، والتفاعلات المختلفة، بما في ذلك ما قد يفتقد معه السجين ضياع الهوية (الفكرية والنفسية والاجتماعية والوطنية). وقد تكون مدة المكوث في السجن من أهم مراحل انبثاق تلك التحولات، فكثيرًا ما كانت مرحلةَ مخاض فكري للكثير من المفاهيم والأفكار المتلاطمة التي تتردد ذات اليمين وذات الشمال.


وعليه، فإن برامج إعادة التأهيل هي المؤهلة والخيار الأنسب، لإحداث حالة التغير والتبدل في الفكر المتطرف العنيف عند الشباب؛ سواء أكانوا ممن يعيشون في وسط اجتماعي طبيعي، وتستهدفهم البرامج التأهيلية الوقائية والتوعوية، أم كانوا ممن يعيشون في السجون أو المراكز التأهيلية، وتستهدفهم البرامج العلاجية، وذلك عندما يُدفعون باتجاه المناشط الاستصلاحية (التأهيلية)، حيث ستتم مساعدتهم  لكي يتطلعوا باستمرار لأداء حياتهم بشكل أفضل وأكثر انطلاقًا، وتصنع منهم عقولًا ناقدة، تجعلهم أكثر ممارسة وباستمرار لعملية المحاكمة العقلية، والتي من خلالها يتم تقييم الأفكار وإعادة النظر في مشروعيتها، لأنهم عندئذ سيعيشون بين وعد ووعيد، وخوف ورجاء، وندم وأمل، ويحاولون التخلص من مشاعر الإحباط والتهميش والعدمية، التي قد يكون لها انعكاسات كارثية. وهذه إشارات يجب أن يفهمها ويدركها القائمون أو المنفذون لقدرات إعادة التأهيل، لكيلا يبقى اليأس هو المسيطر، الذي يؤدي إلى ردود أفعال متطرفة فكراً وسلوكاً.


ومما لا شك فيه أن برامج إعادة التأهيل والدمج الاجتماعي تستطيع إحداثَ تغير في فكر المتطرف، إذا ما اتُّبعت الخطوات والأساليب العلمية المؤثرة التي تلامس المشاعر وتتكئ على العقلانية في الطرح، وتتجنب الاستفزاز والتنفير. وهذا ما يجعلنا نؤكد على إمكانية تغيير الفكر المتطرف بل تغيير الشخص المتطرف إلى شخص أقل تصلبًا وأقل انغلاقًا، في فكره المتشدد، ويكون أكثر قبولاً وتقبلاً للفكر الوسطي، وهذا التأكيد يجيب عن تساؤل الكثيرين حول إمكانية إحداث تغيير أو تقدم إيجابي في الفكر المتطرف.


يعزز ذلك فلسفة التدرج في تناول المواضيع المرشحة لأن تكون مجالاً للنقاش مع المستهدفين ومناصحتهم وإعادة تأهيلهم، بحيث يتم طرح تلك المواضيع العامة التي لا تستفز المستهدفين والتي في الغالب تهتم بالجوانب الإنسانية والاجتماعية، وإذا ما كانت مواضيع دينية تكون في المجال المتفق عليه بين العلماء، ومن ذلك تناول العبادات كالصلاة مثلاً. والابتعاد في هذه المرحلة عن تلك المواضيع التي لا تروق للمستهدفين مناقشتها، كونها من معتقداتهم وقناعاتهم، التي لا يمكنهم التنازل عنها، كتلك المواضيع التي تتناول مفاهيم الجهاد، والتكفير، والإمامة، والولاء والبراء. على أنه من المهم أن تطرح الأفكار بلغة تتصف بالأريحية والشفافية، وفي جو من الود بين طرفي المعادلة التأهيلية، وبعيدًا عن التصنع والتكلف والاستعلاء في الأسلوب والطرح.


هذا التدرج سيمنح المستهدفين فرصة تكوين انطباع أولي إيجابي، والنظر إلى برامج إعادة التأهيل بنوع من الاطمئنان مما يشجعهم على تقبل مناقشة الموضوعات المبنية على أفكار خاطئة، وهذا الأسلوب إذا ما أُحسنت ممارسته فسيكون الجسر الموصل إلى بناء الثقة مع المستهدفين، ومتى ما توفرت تلك الثقة أمكن بعدها الانتقال التدريجي إلى مناقشة المواضيع الأكثر أهمية وحساسية. وعليه فإن الانطباع الأولي هو من يقرر مصير تحقيق برامج إعادة التأهيل لأهدافها، فإن كان الانطباع إيجابيًّا وتحقق بناء الثقة بين طرفي المعادلة التأهيلية، كان ذلك المفتاحَ السحري للنتائج المأمولة، وإذا لم يكن ذلك كذلك، كانت الأخرى التي تُبنى على إقامة الحواجز الفكرية، وروح التحدي والعناد والمقاومة.

[1] وجهة نظر لأحد السجناء المستهدفين، تشخص الواقع الذي عايشه داخل بيئة السجن.