​كثيرون هم الذين يعتقدون أن التطرف العنيف إنما هو نتاجٌ فكري بالدرجة الأولى، ويذهب بعضُهم إلى أبعدَ من ذلك، فينفون أيَّ عواملَ أخرى يُحتمَل أن يكون لها أثرٌ في التطرف العنيف، ويحصرون أسبابَ التطرف والدوافع إليه في الفكر الديني فحسب؛ ويترتَّب على ذلك القول: إن ممارسة إعادة التأهيل لفكر التطرف وسلوك العنف يجب حصرُها في البرامج الدينية، وإذا ما دعت الضرورةُ إلى برامجَ أخرى فيجب أن تكونَ الأولوية للبرامج الدينية في قدُرات إعادة التأهيل والإدماج، انطلاقًا من أن مشكلة التطرف والعنف في أصلها مشكلة دينية، سواءٌ أكانت نتيجةَ الفهم الخاطئ للنصوص الدينية، أم كانت نتيجةَ البرمجة الدينية التي يقوم بها قادةُ الانحراف الفكري ومنظِّروه لجذب المزيد من الشباب. 

ومن ثم يُنسب إلى الدِّين ما ليس فيه من مقوِّمات الفكر المتطرف، ومن المؤسف أن الزعم بأن الدِّين هو المغذِّي والدافعُ إلى التطرف والعنف، يجد صدًى كبيرًا حتى عند بعض رجال الدِّين أنفسهم. لذلك يصوِّرون المشكلة على أنها دينية محضة، وأن حلولها ينبغي أن تكونَ من ذات المَنبَع، بأن تتقدَّم البرامجُ الدينية غيرَها في قدُرات التأهيل. ومع تفهُّم وجهة النظر تلك، والتسليم بأن المعالجة الدينية هي الأوفر حظًّا والأكثر تأثيرًا في نفوس المتلقِّين؛ بل الأكثر تَرحابًا وقَبولًا لدى المستهدَفين أنفسهم.

الجانب النفسي
يؤكِّد الواقع أن الجانب النفسي هو ما يجب أن يُقدَّم على كلِّ برنامج تأهيلي، وأن يأخذَ الأولويةَ في البرامج العلمية لقدُرات إعادة التأهيل. وهذا الاعتقادُ يستند إلى الأثر الأساسي للدوافع النفسية في التطرف والعنف، وإلى المسوِّغات أو الدلائل المهمَّة، سواءٌ كان استنتاجها من الميدان الأمنيِّ في مساراته المختلفة، أو من الميدان التأهيلي، أو من الواقع المشاهَد.

ومن هنا فإن أولويةَ الجانب النفسي في قدُرات إعادة التأهيل والإدماج، تتأتَّى بمعرفةِ الدوافع النفسية التي دفعت المتورِّطين إلى حاضنة التطرف، ومعرفةِ الخصائص النفسية التي يتصفُ بها المرتبطون بالتطرف والسلوك العنيف. ذلك أننا نلاحظُ سلوك العنف المتطرف كثيرًا ما يقع بين أفراد يعيشون في بيئة أسرية مستقرَّة، وفيها العديدُ من الأبناء ليسوا متطرفين، فيتبادر إلى الذهن السؤال: ما الذي يدفعُ بأحد أفراد الأسرة إلى التطرف والعنف، مع أن نظام أسرته رافضٌ لذلك؟ بل إن العنف قد يُمارَس تجاه الأسرة نفسها! نعم، هناك مؤثِّراتٌ أو مثيرات خارجية، كالرفاق والزملاء مثلًا، لكن أليس بقيَّةُ أفراد الأسرة لديهم رفاق وزملاء؟ ما أريد قوله: إن هناك شخصياتٍ مهيَّأةً نفسيًّا للانحراف أيًّا كان نوعه، متى ما توافر الباعثُ أو المثير واستجاب لها الدافع، ومن هنا فإن الجانب النفسي هو البوَّابة التي يلِجُ منها التطرف.

ومع أن الباعث الديني قد يبدو أعمقَ أثرًا، وأسرعَ في الدفع نحو الاستجابة؛ نجد أن هذه الاستجابةُ الفورية قد تكون صورةً ضبابية عند كثيرين، مما يجعلهم يعتقدون أن الدِّين هو المسبب للتطرف، وليس الأمر كذلك عمليًّا، وإنما الجانبُ النفسي هو الأكثر تأثيرًا لدفع الأشخاص نحو الانحراف متى ما توافر الباعث. 

أولوية واجبة
وممَّا تقدَّم نشأت قناعةٌ من الواقع الميداني بأهميَّة التأهيل النفسي، وأنه الخطوة التي ينبغي أن تحظى بالأولوية والتقديم على بقيَّة البرامج التأهيلية. وتتأكَّد هذه الأهميةُ عند إدراك مميِّزات الجانب النفسي عن غيره من الجوانب الأخرى للتخصُّصات العلمية المختلفة، التي تستوجب استحضاره على رأس الجوانب التأهيلية في أثناء إعداد وتصميم قدُرات إعادة التأهيل، وذلك لعدَّة أسباب، منها:
  1. أن بداية نشوء الانحرافات، ومنها انحرافاتُ الفكر المتطرف والسلوك العنيف، نتيجةٌ للمزاوجة بين عاملين أساسيَّين، هما: العوامل النفسية (الدوافع)، والعوامل المجتمعية (الأسباب)، ويندرج تحتهما كثيرٌ من العوامل. ومن ثَم فإن الجانب النفسي ركيزةٌ أساسية في حصول التطرف والإرهاب، وبوجوده يتحقَّق التطرف إذا ما توافر المثيرُ الخارجي.
  2. أن التأهيل النفسي يُتيح عَلاقة تعاطف، وإن كانت مِهَنية، لكنَّها إنسانية الاتجاه، يجري فيها تبادلٌ تفاعلي (تأثيرًا، وتأثُّرًا) بين طرفي المعادلة التأهيلية (المرشِد النفسي، والمستهدَف)، عنوانها المساعدةُ والمساندة لحلِّ المشكلة النفسية للمستهدَف، أو بناء الثقة التي تُتيح المجال أمام منفِّذي القدُرات التأهيلية بمختلِف تخصُّصاتهم. ويدفع نحو المخرَجات الناجحة كونُ مهارات المؤهِّل النفسي تمنح فرصةَ تفجير العواطف والانفعالات ودغدغة المشاعر لدى المستهدَفين، مما يجعلهم أكثرَ اطمئنانًا وقَبولًا لعميلة التأهيل؛ لأنهم حينئذٍ يشعرون بأن هناك من يشعر بمعاناتهم النفسية، وهذا ما يتيح فرصةَ التهيئة النفسية لما يأتي من برامجَ تأهيلية.
  3. أن الجانب النفسي له أثرٌ مهمٌّ وفاعل في تكوين سلوك الإنسان واتجاهاته وتصرُّفاته ورغَباته عمومًا، ولا سيَّما سلوكِ الجانحين والمجرمين والمضطربين سلوكيًّا واجتماعيًّا، ودوافعهم ورغَباتهم وحاجاتهم واتجاهاتهم واستجاباتهم، ومن هؤلاء ذوو الانحراف الفكري والسلوك العنيف، ومنهم نزلاءُ دور التوقيف. ومن ثَمَّ اقتضَت الضرورةُ التأهيلية الاعتماد ابتداءً على المسار النفسي؛ دراسةً وتشخيصًا وتأهيلًا وعلاجًا؛ بل وتهيئةً للأدوار التأهيلية الأخرى.
  4. أن دراسة الشخصية الإرهابية الإجرامية والسلوك الانحرافي من الجانب النفسي، هي البدايةُ الحقيقية لعلاج السلوك الانحرافي أو إعادة تأهيله؛ لأنها تكشف شخصيةَ المستهدَفين أمام ممارسي قدُرات التأهيل، مما يمكِّنهم من رسم خُطَّة التأهيل (الديني، النفسي، الاجتماعي... إلخ) المناسبة لهم جميعًا، أو لكلِّ حالة على حِدة. وهذا الاتجاهُ يمنح موضوع التأهيل النفسي أهميةً أساسية في تأهيل السلوك الإرهابي، ولا سيَّما أن سلوك الإرهاب من أخطر أنواع التهديد لأمن المجتمع واستقراره.
  5. أن الجانب النفسي في مجال تأهيل المنحرفين وذوي السلوك العنيف، تتطلَّبه الشخصيةُ المنحرفة، ويمكن أن يُكتفَى بهذا الجانب في عمليات التأهيل. في حين من غير المتوقَّع أن يكونَ غير هذا الجانب من التخصُّصات الأخرى كافيًا في ذاته لتأهيل كلِّ سلوك منحرف. على سبيل المثال: لو أخذنا الجانبَ الديني على أهميَّته، فقد يكون إيجابيًّا في كثير من حالات التطرف، لكن ليس الأمر كذلك لدى بعض حالات التطرف الأخرى، كتلك التي بُنيَ تطرفها على بعض الدوافع النفسية، التي ما إن تتمَّ دراستُها وتأهيلها نفسيًّا، حتى تبلغَ السَّواء النفسي، والاستبصار الذاتي، مع العدول عن التطرف والسلوك العنيف.
  6. أن الجانب النفسيَّ هو العاملُ المشترك في عمليات التأهيل لذوي السلوك العنيف في جميع دول العالم، وبكلِّ تقنياته ونظرياته وأساليبه، بصرف النظر عن بواعث التطرف المجتمعية، ومنها الدينية. فإذا ما أخذنا التطرفَ والسلوك العنيف ذا البواعث الدينية، على الرغم من قوة التأهيل الديني وأهميته، لتبيَّن أنه مختلف عن التطرف والسلوك العنيف ذي البواعث غير الدينية، والأمر كذلك في حالة من تختلف فيه قوةُ التأهيل الديني باختلاف تنوُّع ديانة المجتمع (مسلم وغير مسلم)، وكذلك باختلاف الديانات التي يعتنقها المنحرفون فكريًّا. وهذا بخلاف ما هو متوافرٌ في التأهيل المستند إلى التخصُّص النفسي. وإذا ما أخذنا الجانب التأهيلي الاجتماعي الذي تتشابه وسائله (فنِّياته) التأهيلية والعلاجية مع الوسائل (الفنِّيات) النفسية، لتبيَّن أن أهمَّ عوامل نجاح الجانب الاجتماعي هو البناء الأسري، أي متى ما توافرت الأسرةُ المتماسكة والإيجابية توافرت عواملُ نجاح التأهيل الاجتماعي، وهذا ما لا يتحقَّق في المجتمعات التي تتصفُ بضعف التماسك الأسري، مما يُضعف التأهيل الاجتماعي. وليس الأمرُ كذلك في التأهيل النفسي الذي يكون وثيقَ الصلة بالشخصية المستهدَفة، على الرغم من أهمية المساندة النفسية من المحيط الأسري والاجتماعي.
  7. أن الجانب النفسي بمدارسه المختلفة، ووسائله (فنِّياته) المتعدِّدة، وأساليبه المتنوِّعة، يمارسه جميعُ المتخصِّصين النفسيين والمعالجين النفسيين، في جميع دول العالم، على اختلاف الدِّين واللغة والجنسية والجنس، وهذا ما لم يتحقَّق في الجوانب التأهيلية الأخرى، التي قد تختلفُ بحسَب اختلاف الدِّين، أو اللغة، أو المجتمع، أو الجنس، كلِّها أو بعضِها.
  8. أنه العلم والتخصُّص الذي يدرس السلوك الإنساني دراسةً علمية موضوعية، بهدف فهم هذا السلوك ومعرفة القوانين المنظِّمة له حتى يمكن ضبطه والتنبُّؤ بحدوثه وَفقًا للمنهج العلمي، وبواسطة (أبعاد السلوك) وهي: البُعد الحيوي (بيولوجي - نفسي) أي الأمراض النفسية التي منشؤها بيولوجي. والبُعد النفسي (نفسي - نفسي) أي الأمراض النفسية التي منشؤها نفسي. والبُعد الاجتماعي (اجتماعي - نفسي) أي الأمراض النفسية التي منشؤها اجتماعي.
  9. أنه العلم والتخصُّص الذي تتناول نظرياتُه النفسية أهميةَ التكوين النفسي للإنسان، ودراسة الشخصية الإجرامية، والجوانب المرتبطة بمكوِّناتها الأساسية، ونموِّها وتطوُّرها، ومحدِّداتها البيئية والوراثية، وما تشتملُ عليه من عواملَ تتمثَّل في: تاريخ الشخصية الإرهابية منذ الولادة، وأساليب التنشئة الاجتماعية، ومجموع الخبرات المكتسَبة والمؤثِّرة في تكوين الشخصية. ودراسة العوامل الداخلية، ومنها: مجموع الصفات التي يولد بها الشخصُ الإرهابي، وهي ذاتُ تأثير في طباعه وسلوكه وعَلاقته بالآخرين، إضافةً إلى دراسة المؤثِّرات الخارجية، وتشمل مجموعَ المثيرات البيئية التي يستقبلها الفرد، ويستجيب لها، وتؤثِّر في سلوكه. وهذه العواملُ الثلاثة تمثِّل الجانب النفسي والاجتماعي في تكوين شخصية الإرهابي.
  10. أنه العلم والتخصُّص الذي يهتمُّ بدراسة السلوك الإجرامي للمستهدَفين، من حيثُ دوافعُهم الشعورية واللاشعورية وأسبابها، مما يساعد على فهم شخصياتهم أو شخصية المجرم، لوضع الخُطَّة العلاجية المناسبة، نفسيةً كانت أو فكرية (دينية)، لكي تتمَّ خطواتُ إعادة التأهيل دون عقَبات تقلِّل من نجاحها. ويساعد أيضًا على تحديد أساليب العقاب المناسبة، التي تؤدِّي إلى إصلاح المستهدَفين أو المجرمين، وتُسهم في وضع المهارات المعزِّزة لعدم عودتهم إلى الجريمة مرة أخرى، تحت أي ضغط أو دوافع، ولا سيَّما دوافعِ الوصم الاجتماعي الذي قد يعجِزُ بعضهم عن تجاوزه، وعن التكيُّف النفسي مع وضعهم الجديد الذي يمكِّنهم من الدمج الاجتماعي.
  11. أنه العلم والتخصُّص الأكثر مساعدةً للفرد في التربية الذاتية وأساليب تنميتها، وفنِّ إدارة الذات واكتشافها وتطويرها، واكتشاف ذات الآخر، ودراسة الظروف والعوامل الموضوعية التي تهيِّئ للجريمة وتدفع إليها، وتعديل تلك الظروف قدرَ المستطاع بما يساعد على إصلاح حالة المنحرف.
  12. أنه العلم الذي يدرس الأسُسَ العلمية لمعالجة ذوي السلوك المنحرف، ومعاملتهم منذ القبض عليهم إلى انتهاء مدَّة عقوبتهم، وإصلاحهم ليعودوا إلى المجتمع أفرادًا منتجين ومشاركين في التنمية الاجتماعية، ومحصَّنين من العودة إلى السلوك المنحرف.
  13. أنه العلم الذي ينظر إلى أن دراسة الشخصية الإرهابية الإجرامية والسلوك المنحرف من وجهة نفسية، وهي البداية الحقيقية لإعادة تأهيل السلوك المنحرف. وإن موضوع التأهيل النفسي من أهمِّ المواضيع التي يمكن أن تُتناولَ في الوقت الحاضر، فهي أساسٌ في تأهيل السلوك الإرهابي؛ لِما لهذا السلوك من خطر يهدِّد أمنَ المجتمع واستقراره.
  14. أن النظرة العلمية لتِقنيَّات التأهيل وإعادة التأهيل للانحراف، تنطلق من الرؤية النفسية، وتستند إلى نظرياته في تعديل السلوك المنحرف.
  15. أن التأهيل النفسي يكشفُ المهاراتِ النفسيةَ للمستهدَفين، التي تمنحهم الثقةَ بالنفس والاعتماد عليها، وتبصِّرهم بذواتهم وقدُراتهم التي لا يدركونها؛ ليتمكَّنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة الآنيَّة والمستقبلية.
  16. أن التأهيل النفسيَّ يحظى باهتمام دَولي، وهو الأقدرُ على تشخيص الجوانب والخصائص النفسية، وهو التخصُّص الأكثر تبنِّيًا من قِبَل المؤسسات والمراكز الدَّولية التأهيلية، إضافة إلى أن «تكنيكات» التأهيل تعتمد على علم النفس ونظرياته في تعديل السلوك.
  17. أن إجراء الدراسات البحثية من وجهة علم النفس، أقدرُ على تحديد معالم الشخصية النفسية المهيَّأة للتطرف، ومعرفة الاضطرابات والدوافع النفسية التي تؤدِّي إلى الانحراف الفكري، أو الدوافع نحو العودة إلى التطرف العنيف.

أهداف التأهيل النفسي
كلُّ من تلك المعطيات تعطي التخصُّص النفسي الريادةَ في إعادة التأهيل والإدماج للمتورِّطين في التطرف العنيف، ولا سيَّما إذا ما أدركنا أن تأهيل هذه الفئة نفسيًّا يهدِفُ إلى الآتي:

  1. منح المستهدَفين فرصةَ القدرة على فهم أنفسهم وانفعالاتهم ودوافعهم، ليتمكَّنوا من الاستبصار بحاجاتهم واتجاهاتهم، وفهم الظروف المحيطة بهم؛ للدفع بها في الاتجاه الصحيح.
  2. العمل على تنمية مهارات الضبط الانفعالي لدى المستهدَفين؛ كي يمتلكوا القدرةَ على السيطرة على النزوع العدواني وتغييرها بالانفعالات الإيجابية.
  3. مساعدة المستهدَفين على احترام ذواتهم وتطويرها، حتى يتمكَّنوا من تكوين الفكرة الإيجابية عنها، والتخلُّص من دواعي احتقارها، أو التقليل من شأنها، أو الاستمرار في جَلدها.
  4. تنمية مهارات التواصل والتفاعل الجيِّد لدى المستهدَفين مع البيئة المحيطة، ومن ذلك تعلُّم فنون الإنصات والحوار وتقبُّل الطرف الآخر.
  5. تحقيق مستوًى مناسب من التوافُق النفسي لدى المستهدَفين، حتى يستطيعوا تجاوزَ المشكلات والتحدِّيات التي قد تواجهُهم عندما يعودون إلى مجتمعاتهم بعد إطلاق سَراحهم من السجون أو مراكز التأهيل.
  6. إكساب المستهدَفين المهارات التي تُسهم في اندماجهم في المجتمع، وتحصينهم نفسيًّا من المؤثِّرات التي قد تدفعُهم نحو العودة إلى السلوك العنيف مرَّة أخرى.
  7. تعديل أفكار المستهدَفين السلبية، التي تدفع بهم نحو الإحباط، وتغيير نظرتهم (السوداوية) للحياة، بأفكار إيجابية تدفع نحو التفاؤل والعيش بسلام.
  8. بناء نفوس المستهدَفين بناءً صُلبًا أمام المؤثِّرات الخارجية التي تسيطر على الانفعالات والعواطف، يمنحهم القدرةَ على الاتزان والتحكُّم في العواطف والانفعالات، ويدفع باتجاه القرار الصحيح، واجتناب الانجرار إلى القرارات العاطفية التي لا تخضع للتحكُّم العقلي والتفكير السليم.
  9. تطبيق ما يُمليه الموقف من اختباراتٍ ومقاييسَ نفسية، تساعد على تشخيص الحالات المستهدَفة؛ لاستقراء شخصياتهم، ووضع الخطة المناسبة للتعامل معهم، بما يناسب طبيعةَ كل شخص منهم، من حيثُ مادَّةُ التأهيل ووسائلها.
  10. معرفة الدوافع النفسية إلى الانحراف الفكري والسلوك العنيف، بواسطة الدراسات والبحوث التطبيقية التي يجب إجراؤها على المستهدَفين، حتى يُتوصَّل إلى التشخيص الحقيقي الدقيق الذي يحدِّد الدوافعَ وبواعثها، ووضع الخطط العلاجية التي تهتمُّ بالحالات القائمة، علاجًا وتحصينًا، وبغيرها وقايةً وتبصيرًا.

ولأن المجال لا يتسع للإسهاب أكثرَ في الحديث عن الأثر المهمِّ لعلم النفس بنظرياته ووسائله ومختصِّيه؛ في إعادة التأهيل والإدماج للمتورِّطين في التطرف العنيف، والآثار الإيجابية له في المستهدَفين من هذه الفئة بالبرامج النفسية، فقد اختصرنا بقدر الإمكان، وكما قيل قديمًا: «يكفي من القِلادة ما أحاط بالعُنُق». والله الموفِّق.