​​تُعدُّ وحداتُ محاربة الإرهاب على المستوى الوطني ركيزةً أساسية في حفظ الأمن والاستقرار؛ إذ تعمل جاهدةً على محاربة التهديدات الإرهابية القائمة أو المحتملة على نحو فاعل وقوي وسريع، لما تتَّسمُ به من تخصُّصٍ دقيق، وتدريب متقدِّم يُؤهلها بقوة للتعامل مع السيناريوهات المتنوعة والتحديات الكبيرة والمتعددة التي تسببها تلك التنظيمات الإرهابية، والتي تعاظم دورها في العقدين الماضيين في زعزعة الاستقرار على كلِّ المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وتتطلب تلك الجاهزية العسكرية عتادًا مؤهلًا للتعامل مع التحديات المستجدة وفق السياقات المختلفة من ناحية، ومواكبًا للتطورات التقنية الفائقة من ناحية أُخرى؛ إذ تنطوي تلك الجاهزية على عناصر مهمة، كـ «التطوير المستمر»؛ لما له من أهمية كبيرة في تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية، وضمان السلامة الأمنية والتفوق العسكري، كما تُعزِّز الكفاءة والفاعلية لعناصر الوحدات، وتُحسِّن عنصر الأمان. ونظرًا لتلك الأهمية يأتي هذا المقال ليلقي الضوء على أهم الأسلحة التي تستخدمها الوحدات القتالية المختصة بمحاربة الإرهاب.

أدوات متقدِّمة ومتنوعة

تكمن قوة وحدات محاربة الإرهاب في الكفاءة العالية وتقدُّم الأدوات وتنوُّع الأسلحة التي تستخدمها لمواجهة الهجمات الإرهابية المعقدة والطارئة التي تُشكِّل تحديًّا بالغًا للسيادة الوطنية؛ حيث يستمر التطور التقني في توفير وسائل أكثر فاعلية؛ لتحقيق الأمان الشامل والتصدي الفاعل للتهديدات الإرهابية؛ لذلك تعتمد تلك الوحدات على تشكيلة متنوعة وفريدة من الأدوات المتقدِّمة لتنفيذ مهامها بكفاءة على نحو يضمن لها الغلبة ويحقِّق لها النصر، ومن بينها:

  • البنادق الدقيقة:

تبقى «بنادق الاقتحام» خيار تسلح فاعل ورئيس لوحدات محاربة الإرهاب، لما لها من مميزات فنية تساعد في أداء المهام القتالية في الأوضاع المختلفة كالكمين، والإغارة، وحرب الشوارع. ومع ذلك، هناك قائمة كبيرة من تلك البنادق، تتوافر فيها خصائص عدة تتضمن: درجات الدقَّة، والموثوقية، والمدى، والاختراق، وأرقام الإنتاج، وعدد المستخدمين، وبعض الميزات والخصائص الأخرى، ومن تلك البنادق:

-   بنادق هجومية: M16 (الأمريكية)، وAK103  (الروسية)، وHekcler & Koch G36 (الألمانية)، و Heckler Koch HK416 (الألمانية).

-   بنادق القنص: توفِّر بنادقُ القنص دقةً عالية للقنص من مسافات بعيدة، حيث تعدُّ الرؤية الجيدة والتحمل والقدرة على التعامل مع الأسلحة من المهارات الأساسية للقناص التابع لوحدة محاربة الإرهاب، فبعدد قليل من الطلقات يلحق أكبر قدر من الخسائر بين عناصر العدو أو ذخيرته ومعداته. ومن أشهر تلك البنادق: CheyTac M200 (الأمريكية)، وOrsis T5000 (الروسية)، وBarrettM82 (الأمريكية)، وAW50 (البريطانية)، وL96A1 (البريطانية)، وSV99 (الروسية).

  • الأسلحة الشخصية:

تشمل الأسلحةُ الشخصيةُ تشكيلاتٍ متنوعةً من مسدسات الهجوم السريع، التي تستخدم كأسلحة جانبية للقتال القريب من قِبل وحدات محاربة الإرهاب، حيث تتوافر فيها مزايا، كصغر الحجم، ودقة الإصابة، وانخفاض الصوت، من ضمنها مسدسات: ots 38 (الروسي) الكاتم للصوت بشكل كامل، وGlock 17 (الألماني)، وSIG SAUER P226 (السويسري الألماني)، وSmith & Wesson (الأمريكي)، وCZ75 (التشيكي). كما تتوفر مجموعة من الأسلحة البيضاء التي تستخدمها وحدات محاربة الإرهاب من ضمنها السكاكين النوعية الحادة في القتال الفردي.

  • الدروع الواقية:

تُعدُّ الدروع الواقية جزءًا أساسيّا من التجهيزات العسكرية المستخدمة في مكافحة التهديدات الأمنية، حيث تضمن الحماية للجنود ضدَّ التهديدات المختلفة، مثل: الأسلحة النارية والمتفجرات وغيرها، وتمكِّن الوحدات من التحرُّك بثقة داخل المناطق الخطرة، دون التعرض للخطر أو الأذى؛ إذ تُقلِّل الإصابات الخطرة، وتُحفِّز الثقة بين الجنود في أثناء أداء مهامهم. ومن هذه الدروع: دروع للجسم مثل السترات الواقية المصنوعة من مواد غير قابلة للاختراق التي تحمي الجنود من الرصاص والشظايا، وكذلك دروع للرأس والوجه والركبتين وتشمل الخوذ العسكرية.

  • الأجهزة الليلية:

تمكِّن الأجهزةُ الليلة الوحدات الأمنية والعسكرية من الرؤية في ظروف الإضاءة الضعيفة أو الظلام الشديد، مما يُسهِّل على الوحدات تنفيذ المهام بفاعلية في الليل. كما تُستخدم لتحسين الإشراف على المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية، ورصد الحركة والأنشطة، ودعم التنقل السريع والآمن دون الاعتماد على الإضاءة التقليدية، ومراقبة الحدود والمناطق الحساسة، وتنفيذ الاقتحامات والاشتباكات مع الإرهابيين في الظلام.

  • القنابل والمتفجرات:

تستخدم وحدات محاربة الإرهاب أنواعًا متعددة من القنابل والمتفجرات، بحسب الاستخدام المقصود والظروف المحيطة. ومن بينها القنابل اليدوية العادية والدخانية المـُثيرة للدموع والأعصاب، والقنابل الصاعقة؛ لتعطيل الأهداف عبر طرق غير قاتلة، والمفرقعات الخاصة لفتح الطرقات أو تدمير الهياكل، وكذلك القنابل التكتيكية لتوجيه ضربات فاعلة ومؤثرة، وتشمل: القنابل الفراغية، والقنابل الموجَّهة، إضافة إلى مجموعة أخرى تُستخدم طبقًا للأهداف المحدَّدة وطبيعتها.

  • العربات المدرعة:

تعد العربات المدرعة رأس الحربة في مواجهة المواقف الخطرة، بتجهيزها لمقاومة الأسلحة النارية والمقذوفات الصاروخية المحدودة، وفي بعض الحالات مقاومة الألغام الأرضية، ومنها: مركبة بات –X المدرعة، ومركبة إنكاس سنتري APC، والمصفحةMT_13، ومركبة لينكو بيركات، ومركبةMRAP، ومركبةRMMV، ومركبة MRAP كوجار، ومركبة MRAP أوشكوش ألفا، ومدرعة الفهد، ومركبة نمر، وغيرها من الطرازات المنتشرة في العالم.

  • التخفي والاختراق:

تُستخدم معدات التخفي والاختراق لتحسين قدرات القوات الخاصة والوحدات الأمنية في العمليات العسكرية والأمنية. من تلك المعدات:

الزي الذي يندمج مع البيئة المحيطة كالغابات أو الصحراء. وتصنع هذه الملابس من موادَّ خاصة تُقلِّل انعكاس الضوء، وتمنح القوات المقاتلة قدرةً عالية على التمويه والتخفي.

أجهزة التشويش التي تعطِّل أنظمة الاتصال والتقنيات الرادارية؛ وتُستخدم للحدِّ من اكتشاف القوات المقاتلة من قبل العدو.

ومنها: أجهزة الرؤية الحرارية والأدوات الصامتة المصممة لتنفيذ المهام على نحو خفي ودون إحداث ضوضاء.

معدات التسلُّق والانزلاق والتنقل السريع وبكفاءة،

أجهزة استشعار الحركة في المناطق المحيطة، وأجهزة إخفاء الروائح التي يمكن أن تكشف وجود القوات الهجومية، إضافة إلى أجهزة أخرى تستخدم لاختراق الأنظمة الأمنية والحواجز الإلكترونية. وكلُّ هذه المعدات تُستخدم على نحو تكاملي؛ لتحسين قدرات القوات القتالية والأمنية في التنقل والتخفي والاختراق عبر عمليات مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة.

  • أنظمة الليزر والتتبع:

تُحسِّن أنظمةُ الليزر والتتبُّع فاعلية العمليات العسكرية؛ لما تتمتَّع به من مميزات توجيه الأسلحة بدقَّة نحو الأهداف المحدَّدة. وتتضمَّن أنظمة الليزر للتوجيه أنواعًا، مثل: الليزر الأخضر، والليزر الأحمر. وتُدمج التقنيات الليزرية في أنظمة الرؤية الليلية؛ لتوفير رؤية فاعلة في المناطق المظلمة. فضلًا عن توافر أنظمة تتبُّع ليزرية تُستخدم من أجل تحديد الأهداف وتتبعها بدقَّة، سواء على الأرض أو في الجو. وتُستخدم هذه الأجهزة غالبًا لتحديد الأهداف للطائرات دون طيار التي تحمل أسلحة موجَّهة بالليزر. 

وهناك أيضًا أنظمة الإنذار بالليزر التي تُستخدم لاكتشاف الأنظمة الليزرية المعادية، وتحذير القوات القتالية والأمنية من الاستهداف. وتسهم هذه التقنيات عمومًا في تحسين دقة الضربات وسرعتها، مما يجعل هذه النوعية من الأجهزة أدوات فاعلة ومؤثرة في مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية المتقدمة.

  • أجهزة الاتصالات:

تعدُّ أجهزةُ الاتصالات عصبَ العمليات القتالية والأمنية إذ توفر الاتصال والتواصل بين القوات والوحدات المختلفة، ويجعل دورها كبيرًا في تحقيق التنسيق الفاعل بين القوات المشاركة، مما يُسهم في تنفيذ التكتيك والعمليات العسكرية والأمنية بفاعلية ويُسهم في سهولة الربط بين الوحدات، ونقل المعلومات والتحذير المبكر من تحركات الإرهابيين أو الأنشطة المشبوهة، مما يتيح استجابة أسرع، واتخاذ قرارات أدق في الوقت المناسب، وتوجه القوات وطلعات الطائرات نحو المستهدفات بسرعة ودقة. وفي المجمل، يُعدُّ تكامل أنظمة الاتصالات وكفاءتها أمرًا حيويًّا لضمان نجاح جهود محاربة الإرهاب.

ختامًا: إنَّ تعزيزَ قدرات المجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية لا يتوقف على تنويع العتاد العسكري المستخدم فقط، وإنما يمتدُّ ليشملَ تبادلَ المعلومات والبيانات بما يُعزِّز فاعلية الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب، والاستفادة من التقنيات الحديثة التي تتطور باستمرار، مثل: نظم الاستشعار الذكية؛ لتحسين الكشف المبكر وتحليل المعلومات، وتطوير قدرات جمع البيانات؛ لفهم أفضل للتهديدات المحتملة، وتعزيز التدريب والتأهيل، وسنِّ القوانين والتشريعات؛ لتمكين السلطات من التصدي بفاعلية مؤثرة للأنشطة الإرهابية، وتعزيز الوعي الجماهيري بالتهديدات الإرهابية، وتعزيز التعاون المجتمعي في التبليغ عن أنشطة مشتبه بها، وتكامل الجهود بين القطاعات العسكرية والأمنية والاستخباراتية والمدنية، ودعم الابتكار والبحث العلمي. وكل هذه البنود تشير إلى الحاجة إلى إستراتيجية متكاملة تشمل جوانب متعدِّدة لتعزيز قدرات محاربة الإرهاب على الصُّعد كافة.