تسجيل الدخول
06/03/2022
بعد هجَمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، التي استهدفت بُرجَي مركز التجارة العالمي بنيويورك، ومبنى البنتاغون بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وأوقعَت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، تنبَّه العالم أجمعُ لخطر الإرهاب، وأدركت كلُّ الدول أنها ليست بمنأًى عن هذا الخطر، وأنَّ ذراع الإرهاب طويلة يمكن أن تمتدَّ إليهم، مُحدثةً خرابًا ودمارًا كبيرين. لذا سارعت الولاياتُ المتحدة الأمريكية، ومعها كثيرٌ من الدول، إلى اتخاذ تدابيرَ استثنائيةٍ لمواجهة هذه التهديدات الخطِرة، فشُرِّعت القوانين، وأُنشِئت أجهزةٌ أمنية خاصَّة بالإرهاب، وشُنَّت حربٌ في كلٍّ من العراق وأفغانستان. 

وخلَّفت هذه التطوُّرات آثارًا سلبية على المسلمين، لعلَّ أهمَّها النظرُ إليهم بعين الرِّيبة والشكِّ والاتهام، وعزلهم أو اضطهادهم من قِبَل المجتمعات الغربية. ويأتي هذا الكتابُ (المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب: المخاطر والفرص) بحثًا شاملًا، وهو من تأليف: جيسون هارتلي، المحاضرُ في علم الجريمة في جامعة جريفيث في أستراليا، يهدف فيه إلى إعادة بناء الثقة مع المجتمعات المسلمة، وإشراكها في مكافحة الإرهاب. وقد تولَّت دار «روتليدج» نشرَ الكتاب، وهي دارُ نشر عالمية، مهتمَّة بالكتب الأكاديمية المتخصِّصة، والمجلَّات العلمية، ومقرُّها في المملكة المتحدة.

رؤية مجمَلة
يسلِّط هذا الكتابُ الضوء على المشاركة المجتمعية في جهود مكافحة الإرهاب، بالتطبيق على الجاليات الإسلامية المقيمة في ولاية كوينزلاند الواقعة شمالَ شرقي أستراليا، ويبحث أسبابَ بناء الثقة بين المسلمين وأجهزة الشرطة؛ بما يؤدِّي إلى زيادة التعاون بينهما في هذا المجال، وأسبابَ زعزعة هذه الثقة التي تقف حاجزًا أمام المشاركة الإيجابية، ولا سيَّما مشاركة المسلمين. وعلى كثرة الدراسات التي تناولت سياساتِ مكافحة الإرهاب وأثرَها في زعزعة الثقة، قد أغفلت الدراساتُ طريقة بنائها؛ للمساعدة على دمج المجتمعات الإسلامية بالمجتمع الأكبر العالمي، في مواجهة هذا الخطر المدمِّر، وهو مما يتميَّز به هذا الكتاب.

وقد عمل مؤلِّف الكتاب منسقًا حكوميًّا للتواصل بين المسلمين وشرطة كوينزلاند، وكُلِّف جمعَ معلومات استخبارية عن المجتمعات المسلمة، مكَّنته من فهم العَلاقات المضطربة بين الجانبين، وكي يتجنَّبَ التحيُّزات الداخلية، والانطباعات السَّلبية عن المسلمين، أمضى مدَّة في مدينة الخليل بفِلسطين؛ بغيةَ الاندماج مع المجتمع المسلم، واكتساب الوعي الثقافي؛ لإجراء البحث بحياد وموضوعية، ووَفقَ أسُسٍ علمية خالصة. 

يتناول الكتابُ كثيرًا من الموضوعات المتعلِّقة بمشاركة المجتمعات المسلمة في مكافحة الإرهاب. وقد أجرى المؤلِّفُ مقابلات مع مسلمينَ في كوينزلاند، وأفرادٍ من قوَّات الشرطة؛ لتكوين تصوُّرات واضحة عن سياسات مكافحة الإرهاب، وبناء الثقة، والتواصُل المجتمعي والمشاركة. ويستعرض الكتابُ وجهاتِ نظر المسلمين بشأن العَلاقات مع شرطة مكافحة الإرهاب، والآثارَ المترتِّبة عليها، وإرشاداتٍ لبناء الثقة بين الجانبين، فضلًا عن تحليل ثقافي لطبيعة العَلاقة بينهما. 

يتكوَّن الكتابُ من ستة فصول، الفصل الأول يُمهِّد للموضوع، ويستعرض أهميته، والغاية منه، ومنهج إجراء البحث. ويتناول الفصل الثاني تأثير الحَيرة لدى المجتمع المسلم في المشاركة الإيجابية في مكافحة الإرهاب. ويوضح الفصل الثالث الرؤية الثقافية للثقة. فيما يؤكِّد الفصل الرابع دورَ القيادة الإسلامية في مساندة قوَّات الشرطة.

أمَّا الفصلُ الخامس فيُناقش النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة. ويتناول الفصل السادس الخاتمةَ وأهمَّ التوصيات التي أوصى بها المؤلِّف.

تمهيدٌ وتوطئة
يبدأ الفصل الأول ببيان الغاية من الكتاب، وهي تحديدُ مدى قُدرة وكالات الشرطة على إشراك المجتمعات المسلمة في مكافحة الإرهاب، وأهمية هذه القضية؛ فهذه الوكالاتُ لم تعُد تقتصر في تعاملها مع المجتمعات المسلمة على الحذر من انخراط المسلمين في جرائم الإرهاب، أو على تتبُّع عنف الجماعات الإسلامية المتطرفة فقط، في ظل الجهود المتعاظمة لمكافحة اليمين المتطرف. إذ دفع الخوفُ من زيادة الإرهاب اليميني المتطرف، والعنف بدافع التحيُّز (جرائم الكراهية)، إلى تجديد الاهتمام ببناء الثقة مع المجتمعات المسلمة، التي قد تكون هدفًا للكراهية والعنف اليميني المتطرف، كما في حادثتَي إطلاق النار على مسجدَين في كرايستشيرش بنيوزلندا عام 2019م.

يدافعُ هارتلي عن النهج العاطفي الذي تسعى الشرطةُ في استخدامه لتحسين العَلاقات مع المسلمين، وإيجاد فَهمٍ أفضل لأفكارهم، ومعرفة وجهات نظرهم، واهتماماتهم، والأطُر الثقافية والمرجعية الخاصَّة بهم. وقبل الخوض في هذا النهج، يُبرز الكاتب التغييرات التي طرأت على المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والإستراتيجيات العنيفة التي اتخذتها الدولُ تجاه المسلمين بحُجَّة مكافحة الإرهاب في أستراليا، وفي أغلب الدول الغربية، التي سبَّبت موجةَ عَداء شديد للمسلمين، امتدَّت على مدار سنوات طويلة، وما زال أثرها مستمرًّا حتى الآن، فضلًا عن الصورة النمطية السلبية عنهم، التي سعَت وسائلُ الإعلام الأسترالية والغربية في تثبيتها على مدى هذه السنوات. 

وتتجلَّى أهميةُ تلك الأحداث، في أنها تشرحُ العوامل المجتمعية التي أثَّرت سلبًا في المجتمعات المسلمة، وقوَّضت العَلاقات القائمة على الثقة بين المجتمعات المسلمة، والمسؤولين عن إنفاذ القانون في أستراليا، وغيرها من البلدان. وأدَّت هذه الممارساتُ غير العادلة بل الظالمة إلى شعور المسلمين بالاضطهاد والعُزلة، وأضافت مشكلةً أخرى تتعلَّق بالحُكم على مجتمعات بأكملها، بسبب جرائم أفراد قلَّة، وجماعات صغيرة، بل الحكم على الإسلام نفسه، وكلِّ من يدينون به وينتمون إليه، وعددُهم يتجاوز مليارًا ونصفَ مليار شخص في العالم، بهذه التُّهَم الشنيعة. 

إن أحكام الدِّين الإسلامي الصحيحة تدعو دومًا إلى التسامح والعيش السِّلمي مع البشر كافَّة، أفرادًا وجماعات، وتتوعَّد من يقومون بتلك الجرائم بالهلاك في الدنيا والآخرة. وقد وجَّه القائمون على مكافحة الإرهاب رسائلَ متضاربةً إلى المجتمعات المسلمة؛ فمن ناحية أكَّدوا مرارًا الحاجةَ إلى المسلمين في جمع معلومات استخبارية عن أشخاص متطرفين يُخطِّطون لهجَمات إرهابية، وأهميةَ تعاونهم في التصدِّي للدعاية الإرهابية، ووسائلها في تجنيد العناصر الجديدة. وفي حالات أخرى تعاملوا مع المسلمين بأسلوب أمني عنيف، ووصل هذا الأسلوبُ إلى حدِّ إصدار تشريعات وقوانين، وتبنِّي سياسات وممارسات قاسية تجاههم. واستعرض هارتلي، بصفته مصدرًا للمعلومات الخاصَّة بهذه التفاعلات، الأسبابَ التي أدَّت إلى تدهور العَلاقات بين الشرطة والمسلمين، بحكم عمله السابق في جمع المعلومات الاستخبارية عن المسلمين الأستراليين.

جوهر الكتاب
يلخِّص المؤلِّفُ تجربته مع أفراد الجالية المسلمة في ثلاثة جوانبَ رئيسة، هي في الواقع جوهرُ هذا الكتاب، وهي: الحَيرة، والثقة، والقيادة. فقد لاحظ الكاتب «زيادة الحَيرة» والقلق بين المسلمين بشأن المستقبل، وما يصاحب هذا الشعورَ من ألم نفسي. أما «الثقة» فمرجعُها إلى الاختلافات الثقافية بين أفراد الجالية المسلمة، والشرطة الساعية إلى التواصل معهم. وتشير «القيادة» إلى أنَّ كبار الشخصيات المسلمة التي تتواصل مع الشرطة في أستراليا لا تحظى بشعبية في المجتمع المسلم، وأنَّ الذين ينأَونَ بأنفسهم عن التواصُل مع الشرطة يحظَون بشعبية أكثر. ومن هذه الملاحظات؛ تطرح الدراسة ثلاثةَ أسئلة، باحثةً عن إجابات مستفيضة لها، وهي: 
  1. ما أثرُ الحَيرة في الحدِّ من المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب، وما أثرُها في تقويض جهود الشرطة؟
  2. ما الاعتباراتُ الثقافية الرئيسة التي يمكن أن تهدمَ الثقة بين الشرطة والمجتمعات المسلمة؟
  3. كيف يؤثِّر التعاونُ بين القادة المسلمين وأجهزة الشرطة في جهود مكافحة الإرهاب، وفي شرعية القادة داخل مجتمعاتهم؟
لقد وُضعَت هذه الأسئلةُ في إطار مشاركة الشرطة الأسترالية أفرادَ المجتمعات المسلمة في مكافحة الإرهاب، واستهدفت معرفةَ العوامل الثقافية والتنظيمية والاجتماعية التي تؤثِّر في السلوك البشري في هذا السياق. ويستعين المؤلفُ بنظريات من تخصُّصات أكاديمية مختلفة؛ سعيًا إلى الإجابة عن هذه الأسئلة، وهو إجراءٌ مهم؛ لأن البحث لا يسعى إلى معرفة طرق تطوير المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب فحسب، ولكنَّه يسعى أيضًا إلى الإجابة عن أسئلة لم تجد لها جوابًا مباشرًا في البحوث السابقة. لذا فهو يستعينُ بعلم النفس الاجتماعي، وعلم الاجتماع، وعلم الجريمة، وعلم نفس الثقافات؛ ليتعمَّقَ أكثرَ في تحليل السُّلوكيات البشرية المعقَّدة وشرحها.

وقد أجرى الباحثُ مقابلات شِبهَ منظَّمة مع 14 ضابطًا من أفراد الشرطة، و29 من أفراد المجتمع المسلم؛ لتوثيق تجارِبهم، ورصد وجهات نظرهم في تلك القضية. ولعلَّ زيادة عدد المقابلات مع الجالية المسلمة يرجعُ إلى اهتمام الباحث بمعرفة تصوُّرات المسلمين في هذه القضية. وتعمَّد اختيارَ عيِّنة متنوِّعة تشتمل على طوائفَ، ومهن، ودول مختلفة، وهو ما يُعَدُّ مصدرَ قوة للدراسة لعدَّة أسباب؛ أهمُّها: انخفاضُ نسبة التحيُّز، فالعيِّنة تشمل مختلِفَ تجمُّعات المسلمين، وضمان التعددية الطائفية، والمشاركة النسائية، ممَّا يرفع معدَّل الثقة بنتائج هذه الدراسة.

ويوضح الجدولُ الآتي توزيعَ العيِّنة المشاركة في البحث:

اهتمَّ هارتلي باستقطاب الخبرات المختلفة في عيِّنة الشرطة، مثل: مسؤولي شرطة كوينزلاند، وأفراد الخطوط الأمامية المتخصِّصين في المشاركة المجتمعية، ومديري المخافر، وضبَّاط من المنطقة، والمفوَّضين المساعدين. وشَمِلَت العيِّنة أيضًا من يتعاملون مع أفراد المجتمع المسلم في مكافحة الإرهاب. أما فئةُ الشرطة الوحيدة التي لم تشمَلها العيِّنة فكانت ممَّن عملوا في مكافحة الإرهاب، بسبب الظروف الأمنية والسرِّية المحيطة بعملهم. ومع أن استبعادهم مؤثرٌ؛ لأنهم يتعاملون مباشرةً مع أفراد المجتمع المسلم في مكافحة الإرهاب، لم يمنع ذلك الباحثَ من بناء عيِّنة جيدة، عالية التمثيل. 

وأشار هارتلي إلى أنَّ المسلمين المشاركين في العيِّنة أخذوا البحثَ على محمل الجِدِّ، مما تبدَّى في أهمية النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة. وغالبًا ما تشعر الفئاتُ الاجتماعية المهمَّشة سكَّانيًّا (ديموغرافيًّا) بالإرهاق؛ بسبب البحوث التي تُجرى عليها، وهي تشكِّك في نيَّات الباحثين القائمين عليها، ولا سيَّما الباحثين الذين يجانبون الموضوعية في البحث، وواقعيَّته، ومدى صِلته وعُمقه بالفئة أو المجموعة التي يُجرى عليها. 

وترجع هذه الحماسةُ إلى أهمية البحث لدى المسلمين عمومًا، والمشاركين في العيِّنة خصوصًا، فهم يشعرون باستمرار أنَّ موظفي مكافحة الإرهاب يستهدفونهم. ولعلَّ هذا التفسيرَ يؤكِّد إمكانية إجراء دراسات عن السكَّان المستضعَفين، وعمل مقابلات جادَّة وعميقة معهم، حتى ولو كانوا لا يثقون بالباحث، إذا ما كان البحثُ مهمًّا جدًّا لهم، ويمكن أن تعودَ نتائجه بالإيجاب على مجتمعهم. 

وأكَّد الباحث أنه استطاع التغلُّبَ على تحيُّزه تجاه المسلمين، وتعاملَ بحياد تامٍّ وصدق وموضوعية في أثناء إجراء البحث، مع أنه عمل مدَّة في مجال إنفاذ القانون، وكانت لديه انطباعاتٌ سلبية عن المسلمين، وهواجسُ قلق من جرَّاء قناعة مُفادها أن كلَّ مسجد يضمُّ مجموعةً من المتطرفين الذين يخطِّطون ويعملون على إسقاط الديمقراطية. وكي يبتعدَ عن تلك الانطباعات؛ أجرى تدريبًا مجتمعيًّا في مدينة الخليل بفِلسطين، واختلط مع مواطنين ونشطاءَ كان يرتاب من بعضهم من قبل، ممَّا أكسبَه معرفة كبيرة، وفهمًا دقيقًا لأخلاق المسلمين وواقعهم، وغيَّر نظرته السلبية نحوهم، وأكَّدت تلك التجرِبة أنَّ القلق الذي يشعر به الأستراليون تجاه المسلمين في القضية التي هي محورُ الدراسة في غير محلِّه. وينصح المؤلِّفُ الباحثين الذين يتعاملون مع المجتمعات المسلمة والأقلِّيات المستضعَفة عمومًا، بالابتعاد عن التحيُّزات الداخلية؛ حتى لا تؤثِّر سلبًا في نتائج البحث، مع أهمية الانخراط في تجارِبَ مفيدةٍ مع أفراد هذه المجتمعات.

تأثير الحَيرة 
يتناول الفصل الثاني تأثير «الحيرة» في إحجام بعض المسلمين عن مساعدة الشرطة في مكافحة الإرهاب. وحلَّل هارتلي بياناتِ المقابلات لمعرفة تصوُّرات المسلمين في هذا الجانب، وتحديد أنماط تأثيرها في المجتمع.

والحَيرة في تعريف المؤلِّف، هي: الاضطرابُ والتردُّد، وعدم اليقين في مسار الأحداث الماضية والحاضرة والمستقبلية. وتكمُن أهمية هذا التعريف في أنه يتضمَّن تأثُّر السلوك البشري بمدى نُدرة المعلومات المتعلِّقة بالأحداث والتجارِب الماضية ووَفرتها، والسياق والخبرات الحالية، والأحداث المستقبلية، وكلُّها تؤثِّر في عملية صُنع القرار.

وقد أظهرت نتائجُ الدراسة أنَّ الحيرة يُمكن أن تتحوَّل إلى أداة في يد الإرهابيين تساعدهم على إحداث انقسامات بين أفراد المجتمع المسلم من جهة، وباقي مكوِّنات المجتمع الأسترالي من جهة أخرى، وإشعال الاضطراب بين الطوائف. ويرى المشاركون أن الحيرة تزيد من ردود فعل المسؤولين الحكوميين المبالغ فيها تجاه الهجَمات التي تؤثِّر سلبًا في المجتمع كلِّه عمومًا، وفي مجتمع المسلمين على نحو خاص. 

وتبرز أهميةُ هذه النتائج في أنها تشير إلى أن سياسات القائمين على مكافحة الإرهاب، وتوجُّههم نحو عزل المجتمع المسلم قد تُعزِّز مصالح الإرهابيين. وتشير بياناتُ المقابلات إلى شعور أفراد المجتمع المسلم بأنهم دومًا موضعُ اتهام في نظر الحكومة، ووسائل الإعلام، وأفراد المجتمع، وغالبًا ما تُصدر السُّلطات أحكامًا عامَّة على المسلمين، عقبَ الحوادث الإرهابية، وقبل أن تُفصحَ التحقيقات عن الجاني، تتَّهمُهم بالتطرف والعنف، وفي الوقت نفسه يتغافلون عن تحريم الإسلام للعنف والإرهاب، وعن رفض المسلمين لهذه الحوادث والأفعال. وكثيرًا ما تؤدِّي هذه الظروفُ إلى انتشار الخوف والقلق في المجتمعات الإسلامية عقبَ أي هجوم إرهابي؛ إذ إنهم يخشَون ردَّة الفعل والانتقام منهم لسبب واحد، وهو أنهم مسلمون. 

ويرى المشاركون أن مخاوفهم تزداد لأنهم يمثِّلون فئةً معروفة في المجتمع، ولا سيَّما النساءِ المسلمات بسبب لباسهنَّ السابغ وحجابهنَّ الشرعي، وهو ما يجعلهم هدفًا لأفراد المجتمع الأسترالي الذي يسعى للانتقام من المسلمين. وتتَّفقُ هذه النتائجُ مع كثير من حوادث العنف الانتقامية التي وقعت على المسلمين في أعقاب الهجَمات الإرهابية في الدول الغربية، واستهدفت من يُعتقَد أنهم مسلمون. ويُعَدُّ (مناخ) الشكِّ خطرًا حقيقيًّا على أفراد المجتمع المسلمين غير المتورِّطين في أعمال العنف، فهم يرفضون الإرهاب بقوة، ويأبَونَ العنف بشدَّة.

ولا تقتصر فكرةُ الانتقام من المسلمين على الأفراد غير المسلمين؛ بل تشير بياناتُ المقابلات إلى أن جهودَ مكافحة الإرهاب الحكومية أيضًا تستهدفُ المسلمين، وتُظهر لهم عَداءً واضحًا، ممَّا يؤثِّر سلبًا في إمكانية مشاركتهم في مكافحة التطرف. ويؤكِّد المشاركون أنهم لا يثقون بالمسؤولين الحكوميين، ويشعرون بالظلم الواقع عليهم من قِبَل السُّلطات، ولديهم أسبابٌ خفيَّة ترفض فكرة المشاركة المجتمعية، ويرَون أيضًا أن هذه الحيثيات قد منعت أفراد المجتمع المسلم إبلاغَ الشرطة، وتمنعهم قَبولَ التمويل الحكومي، والانخراط في جهود مكافحة التطرف العنيف. ومع أنَّ كثيرًا من الباحثين، وصانعي القرار، والنشطاء، ومسؤولي السلامة العامَّة، أشاروا إلى مثل هذه التصوُّرات، واعترفوا بتأثيرها السَّلبي في جهود مكافحة الإرهاب، تبقى دراسةُ هارتلي في هذا المجال مختلفةً وذات قيمة؛ لأنَّ البيانات التي توصَّلت إليها تُقدِّم دليلًا موثقًا على هذا التصوُّر.

ويستعرض باقي الفصل الجوانبَ الثقافية للحَيرة من مُنطلق ديني، ويرى المشاركون استنادًا إلى التعاليم الإسلامية، أنَّ الحيرة تعني الشكَّ والارتياب، وهما أمران ينبغي تجنُّبَهما؛ لأنهما يُنافيان تعاليمَ الدِّين الإسلامي وفضائله. وطبقًا لهذه الحقيقة وأهميَّتها؛ ينبغي اجتنابُ المخاطر الناتجة عن الحيرة؛ باجتناب ما قد يكون خطرًا كبيرًا على مجتمع المسلمين. وإنَّ أهمية هذه النتيجة في أنها تؤكِّد إمكانية تجاوز خطر تعامل المجتمع المسلم مع الشرطة، التي تعرقل الشراكة الناجحة بين المسلمين والسُّلطات المسؤولة عن مكافحة التطرف والإرهاب. وأوضح المشاركون أنَّ الحيرة قد تدفع إلى التعاطف مع الإرهابيين، أو الانضمام إليهم، ويعتقدون أنَّ بعض الشباب المسلم انضمَّ إلى تنظيمات إرهابية مثل داعش بسبب هذه الحيرة. وتشير هذه الملاحظاتُ إلى الاستعداد الثقافي لدى المسلمين لتجنُّب الحيرة وأسبابها، والانخراط في جهود مكافحة الإرهاب.

الرؤية الثقافية للثقة
يستعرض الفصل الثالث عواملَ بناء «الثقة» بين قوَّات الشرطة وأفراد المجتمع المسلم في كوينزلاند. ومع أنَّ المشاركين في الدراسة أكَّدوا أنهم يتمتَّعون بعَلاقات إيجابية مع دائرة الشرطة، نجدهم قد أشاروا إلى أن السياسة المتَّبعة في مكافحة الإرهاب هي أكبرُ تهديد لهذه العَلاقات، وتؤدِّي إلى زعزعة الثقة. 

ويبدأُ الفصل بمراجعة الموضوعات المتعلِّقة بتعزيز الثقة، ومعرفة الطرق التي تساعد على بنائها. وينطلق المؤلِّفُ من أنَّ المشاركة المجتمعية هي أحدُ الأسباب القوية لتعزيز الثقة، وهي أساسٌ راسخ للعمل الشُّرَطي في مجال مكافحة الإرهاب، ليس في أستراليا وحسب؛ بل في كندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من البلدان الأوروبية الأخرى أيضًا. ولعلَّ أهم أطروحات هارتلي في هذا الفصل، هي أنَّ المشاركة الإيجابية مع موظفي إنفاذ القانون قد تتأثَّر سلبًا بسبب شعور المسلمين باستهدافهم من قِبَل قوات الشرطة، والممارسات العُدوانية عليهم، وهي في أغلبها لا عَلاقةَ لها بمكافحة الإرهاب؛ بل تُشوِّه فكرة مكافحة الإرهاب نفسها. وقد أوردَت إحدى المقابلات قصَّة اعتقال الشرطة شابًّا مسلمًا؛ بسبب جريمة لا عَلاقة لها بالإرهاب، وتصرَّفت الشرطة معه بعنف كبير، وقد تبادلَ الشابُّ العنف معهم، لكنَّ التحقيقاتِ لم تهتمَّ بالعنف الواقع على الشابِّ المسلم؛ ممَّا أحدث نوعًا من الاستياء الشعبي في الأوساط الإسلامية، بسبب شعورهم بحالة العَداء الشديد من قِبَل الضبَّاط للشابِّ؛ لأنه ينتمي إلى الدِّين الإسلامي. إنَّ كثيرًا من المسلمين يشعرون بعدم الأمان، ويعتقدون أنَّ شرطة مكافحة الإرهاب قد تدهَمُ منازلهم في أيِّ وقت، ويؤكِّدون أنهم يتعرَّضون لسوء المعاملة عند احتكاك الشرطة بهم في البيوت وأماكن العمل، حتى عند نِقاط التفتيش المرورية بحُجَّة مكافحة الإرهاب! 

وقد أدَّت هذه الأسبابُ إلى حالة من الخوف من التعامل مع أجهزة الشرطة في أوساط المجتمع المسلم، وباتوا يخشَون أن يعُدَّهم المسلمون الآخرون وُشاةً أو جواسيس، ممَّا أدَّى إلى تشنيع التعاون مع قوات الشرطة بمختلِف مجالاتها ومهمَّاتها، وليست شرطةَ مكافحة الإرهاب فقط. 

أمَّا آخرُ نتيجة توصَّل إليها هذا الفصلُ فتتعلَّق بالتجرِبة والنيَّات، فقد أكَّد المشاركون أهميةَ خوض التجارِب الشخصية في المجتمعات الإسلامية، والانخراط في معاملتهم على أرض الواقع، ومعرفة ثقافتهم ومعتقداتهم وأفكارهم من قُرب، والقراءة في تعاليم الدِّين الذي ينتمون إليه، وعدم الاستسلام للآراء السلبية التي تُروَّج تجاههم. ويُثبت هذا الفصلُ لمسؤولي السلامة العامَّة أنَّ التجارِبَ الإيجابية التي يمارسونها مع أفراد المجتمع تساعد كثيرًا على بناء الثقة، على خلاف العنف الذي يقلِّلها أو يقضي عليها.

القيادة الإسلامية ومكافحة الإرهاب
يبحث الفصل الرابع في تعامل أجهزة الشرطة مع القادة المسلمين، وأثرها في بناء الثقة مع المجتمعات المسلمة، ويسأل المؤلِّف في هذا السياق ثلاثة أسئلة، تشتمل إجاباتها على معلومات مهمَّة لممارسي مكافحة الإرهاب، وهي:
  1. ما مدى تعامُل شرطة كوينزلاند مع القادة المسلمين، ومَن يُنظَر إليهم على أنهم ممثِّلون شرعيُّون لمجتمعاتهم؟
  2. ما الاعتباراتُ الدينية والثقافية التي تُضفي الشرعيةَ على القادة في المجتمعات المسلمة، وكيف يمكنُ أن تؤثِّرَ في المشاركة المجتمعية؟
  3. ما الممارساتُ الشرطية التي تُضعِف أثر القادة في أفراد المجتمع المسلم، وتُضعف تحقيقَ نتائجَ إيجابية مُستدامة؟
وقد أظهرت النتائجُ أنَّ القادة يكتسبون شرعية أكبر، فيما لو كانوا يتحدَّثون عن الظلم الواقع على المسلمين في تلك البلاد، ويتناولون القضايا المهمَّة للمسلمين بشجاعة ودون خوف ولا وجَل. لكنَّهم عادةً ما يفقِدون تلك الشرعية في حال سعيهم لاسترضاء أفراد الشرطة، على حساب المجتمع المسلم. وتُشير النتائج إلى أنَّ القادة الذين هم أصغرُ سنًّا يتمتَّعون بمكانة أكبر، وشرعية أكثر؛ لأنهم يمتلكون الحماسةَ التي تدفعهم للحديث عن الظلم والاضطهاد الواقع على المسلمين، وهم أكثر جُرأةً في بيان القضايا الملحَّة، ومعارضة القوانين والسياسات التي تؤثِّر فيهم سلبًا.

 ومع أنَّ الدراسة أُجريت على منطقة كوينزلاند بأستراليا، يُلاحَظ أنَّ النتائج التي توصَّلت إليها قابلةٌ للتعميم في البلدان الأخرى، ويمكن أن يستفيدَ منها مسؤولو مكافحة الإرهاب وأجهزةُ الشرطة في الدول الساعية إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب. ويمكن أيضًا أن يستفيدَ مسؤولو السلامة العامَّة من هذه الدراسة في تكوين فهم أفضلَ لخصائص القادة وتصرُّفاتهم السلوكية في المجتمعات الإسلامية، ممَّا يساعدهم على اختيار الشخصيَّات التي يتعاملون معها.

ومن المفترض أن تكونَ الرؤية الثقافية للشرعية متوافقةً مع رؤية المجتمع المسلم لها؛ لأنها ستؤثِّر في النهاية في جهود التواصُل والمشاركة. ويجب أن تُدركَ أجهزة الشرطة أن تعاملها مع القادة المسلمين قد يؤثِّر في مكانتهم في مجتمعهم. ومن هنا فإنَّ مناقشة هذه الاعتبارات مع المسؤولين رفيعي المستوى، وصولًا إلى عناصر الشرطة، وأخذها في الحُسبان عند وضع خُطط استخدام القادة في مكافحة التطرف؛ يساعد على تنشيطها، واستمرارها، وتحقيق النتائج المرجوَّة منها.

المناقشة والنتائج 
يُلخِّص الفصل الخامس الأفكار الرئيسة التي توصَّلت إليها نتائجُ الدراسة فيما يتعلَّق بالقيادة والثقة والحَيرة، وهي: أنَّ ثُلَّة قليلة من القادة هي التي تمثِّل المسلمين في التواصل المجتمعي مع المسؤولين الحكوميين، ومن ضمنهم قوات الشرطة. ويرى أغلبُ المسلمين الوافدين حديثًا إلى كوينزلاند أنَّ القادة القُدامى أهملوا احتياجاتهم، وعَدُّوها مشكلة معقَّدة، على الرغم من عَلاقاتهم القوية بالمسؤولين الحكوميين. وترجع هذه العَلاقاتُ القوية إلى قِدَمهم في البلاد، مما يؤدِّي إلى تجاهل المسؤولين الحكوميين للمجموعات الجديدة، أو عدم إعطائها القدرَ ذاته من الاهتمام، وهذه مشكلةٌ كبيرة؛ إذ إنَّ المهاجرين الجدُد يحتاجون إلى دعم كبير؛ ليتمكَّنوا من التكيُّف مع المجتمع الجديد، وإلا فإنهم سيشعرون بالاستياء والعُزلة، وربما بالإهانة، ومن ثَمَّ سيسخَطون على المجتمع الجديد، بدلًا من أن يُعزَّزَ اندماجُهم. 

وتتَّضح جوانبُ تلك المشكلة في حالة مصادفتها لدعاية التنظيمات المتطرفة، ولا سيَّما تنظيم داعش الإرهابي؛ فالتنظيمُ يجتهد دومًا لإقناع المسلمين بأنهم غير مُرحَّب بهم في الدول الغربية، وأنَّ المسلمين الذين استقرُّوا في تلك الدول منذ سنوات طويلة لن يهتمُّوا بأمرهم، وهم ليسوا مسلمين حقيقيِّين؛ لأنَّ الغُربة أبعدَتهم عن تعاليم الإسلام. وإذا كان المسؤولون يمارسون بعضَ الأفعال التي تسبِّب سُخطَ المسلمين على الدولة، والاتجاه نحو التعاطف مع الجماعات الإرهابية، فإنَّ الأمر نفسَه ينطبق على القادة المسلمين، حين يتجاهلون مطالبَ المهاجرين الجدُد.

خاتمة الكتاب
انتهت نتائجُ الدراسة إلى أنَّ أفراد المجتمع المسلم غالبًا ينأونَ بأنفسهم عن التعاون مع أجهزة الشرطة في مكافحة الإرهاب؛ لأن هذا التعاونَ قد يرتدُّ عليهم سلبًا. وتطرح الدراسةُ في هذا الفصل عددًا من التوصيات التي تعالج هذه السَّلبيات، وتدفع إلى مزيد من التعاون مع المسؤولين في مكافحة الإرهاب، على النحو الآتي:
  • ينبغي وضعُ طريقة مُجدية لتعامل أجهزة الشرطة مع حوادث العنف والإرهاب؛ تخفِّف من الحَيرة، وتبعث على الطُّمأنينة في نفوس أفراد المجتمع المسلم.
  • ينبغي أن تأخذَ هذه الطريقةُ في الحُسبان الرواياتِ التي تؤكِّد نظرةَ الدولة وضبَّاط الشرطة، والمسؤولين الحكوميين، إلى المسلمين بعين الاتهام، وأنهم أهدافٌ مشبوهة، ومعالجة تلك السَّلبيات بشفافية ووضوح.
  • ينبغي أن يتعاملَ الضبَّاط المهتمُّون بالمشاركة المجتمعية، وضبَّاطُ مكافحة الإرهاب، مع المواطنين المسلمين مباشرة؛ فهذه اللقاءاتُ من شأنها أن تبنيَ الثقة بين الجانبين.
  • ينبغي نقلُ أعمال بعض الضبَّاط الذين يعملون في الخفاء لتكونَ في العلن، وأن يتواصَلوا مع ذوي الخبرة في القضايا التي تواجه مجتمعَهم، والمؤلِّف يُوصي بهذا من كونه مسؤولَ مخابرات سابق.
  • ينبغي استفادةُ الدراسة من خبرات أبناء المجتمع المسلم في مواجهة التحدِّيات القائمة، والتشاور معهم في وضع حلول للمشكلات الأمنية والمتعلِّقة بالتطرف، مع ضرورة الأخذ بتوصياتهم الصائبة في هذا المجال.
  • ينبغي أن يبتكرَ قادةُ المسلمين طرقًا لتحسين العَلاقات، وبناء الثقة بين الشرطة وأفراد المجتمع المسلم، وإيجاد طريقة واضحة لمعالجة مخاوف المسلمين من تصرُّفات بعض عناصر الشرطة.
  • ينبغي إعادةُ النظر في موضوع إبراز موظفي الشرطة أسلحتَهم في مواجهة أفراد المجتمع المسلم، واستخدام العنف تجاههم، فإن ذلك من شأنه أن يُفاقمَ التصوُّرات السلبية لديهم، ويمنعَهم المشاركة في الأنشطة المجتمعية والتعاون مع أجهزة الشرطة.
  • ينبغي المعالجةُ الاستباقية للأحداث التي يمكن أن تثيرَ القلق لدى المسلمين، وبأسلوب شخصي بعيدٍ عن العبارات الرسمية العامَّة. 
  • ينبغي إجراءُ دراسات استقصائية مستمرَّة؛ تُقوِّم عَلاقة الشرطة بأفراد المجتمع المسلم، ومدى التحسُّن فيها، وهذا ممَّا يُتيح لأجهزة الشرطة تغييرَ السياسات المتَّبعة للوصول إلى عَلاقات إيجابية دائمة.
  • ينبغي توحيدُ الصفات الشرعية للقادة التي يعتمدُها أفراد المجتمع المسلم، مع الصفات التي تعتمدُها أجهزة الشرطة.
  • ينبغي استيعابُ الهواجس الثقافية المتعلِّقة بالقادة المسلمين، وتمكينُهم من التحدُّث علنًا، وتناول القضايا التي تهمُّ المسلمين دون قلق أو خوف أو وَجَل، ممَّا يعني أنَّ الشراكة مع الحكومة ليست عمالةً أو تجسُّسًا كما يعتقد بعضُ الناس، بل هم قادةٌ مستقلُّون، يحظَون بالاحترام في مجتمعهم، وفي الوسَط الشُّرَطي. 
  • ينبغي تعزيزُ العَلاقة مع الزعماء المسلمين، والمحافظة على شرعيَّتهم في المجتمع المسلم، وقد يتطلَّب ذلك الاستعانةَ بخِدْمات الشرطة لإثبات استقلالهم.
  • ينبغي إجراءُ مزيد من البحوث المتصلة بهذه الدراسة، مثل: علم الجريمة، والوِفاق الأخلاقي ومفهومه المبني على المعاني المشتركة للعدالة. 
  • ينبغي إجراءُ بحوث تهدِفُ إلى تطوير وسائل تدريب الشرطة مع مراعاة الفروق الثقافية الدقيقة؛ لتجنُّب السلبيات، وتعزيز المهارات التي تساعد على تحسين نتائج المشاركة المجتمعية.
ومع أنَّ المؤلف أشار إلى بعض الصُّعوبات التي واجهته في أثناء الدراسة، وإلى أنه لم يتمكَّن من الوصول إلى بعض المعنيِّين بالاستبيان (شرطة مكافحة الإرهاب)، فضلًا عن نُدرة البحوث المتخصِّصة التي استند إليها؛ مع كلِّ ذلك قدَّم دراسةً استكشافية مُحكَمة، وتوصَّل إلى نتائجَ مهمَّة، يمكن تعميمُها في بلدان أخرى، وقدَّم توصياتٍ من شأنها تحسينُ المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب، ممَّا يضع البحثَ في مكانة مميَّزة في الأوساط العلمية والأكاديمية في مجال مكافحة الإرهاب، مع إمكانية استفادة مسؤولي السلامة العامَّة من نتائج البحث في توطيد العَلاقات مع الجاليات المسلمة، والمجموعات المهمَّشة خارج أستراليا.
voice Order

PDF اضغط هنا لتحميل الملف بصيغة

تحميل الملف
voice Order
العدد الخامس والثلاثون
إصدار شهري، يقدم مراجعة علمية للكتب والدراسات المتميزة التي تعالج قضايا الإرهاب
07/03/2022 09:22