محتوى الصفحة
إن مواجهة التطرف عملٌ يبدأ في مَيدان الفكر ثم ينتقل إلى مَيدان التطبيق، يقوم على ثقافة رفيعة المستوى ينتجها كتَّاب ومفكرون على قدر عالٍ من الوعي بخطر التطرف في الواقع، لذلك نجدُهم يأتون بأمثلة قادرة على إقناع القرَّاء بأفكارهم، ويستثمرون تجارِبهم الشخصية لتكون دليلًا وحُجَّة على ما يذهبون إليه، ويتوسَّلون بها لتعميق الوعي لدى الأفراد والمجتمع.
وقد أصبحت فئاتٌ من الأمريكيين تعي خطرَ التطرف الداخلي في بلادهم، ولا سيَّما بعد الأحداث التي وقعت في العاصمة الأمريكية، وحصار مبنى الكونغرس في السادس من يناير عام 2021م. ولم يكن وقوعُ تلك الأحداث مفاجئًا لكثير من العاملين في مجال مكافحة الإرهاب والعنف الموجَّه. ولبيان العوامل الاجتماعية والشخصية الأساسية المؤثِّرة في جنوح الأفراد إلى الأعمال الإرهابية، يقدم الكاتب «كريستيان بيتشوليني» في كتابه (نبذ الكراهية: مواجهة ثقافة التطرف الجديدة) إجابات مفيدة تُعمق دراسة هذه الظاهرة.